استهلال ...
إن الشعوب و السياسيين الذين يختارون مرشحا دون قراءة برنامجه، قد اختاروا أن يسلكوا أسوأ طريق في السياسية.
---
منذ إعلان الرئاسة الموريتانية رفضها بشكل قطعي لأي مطالبات بمأمورية ثالثة لصالح الرئيس محمد ولد عبد العزيز، عاد الجدل عن الخليفة المحتمل لولد عبد العزيز في الوقت الذي كانت فيه المعارضة تستعد منذ فترة للإعلان عن مرشح موحد بين جميع أطيافها، لم يطل انتظار جناح الموالاة بإعلان اختيار وزير الدفاع و قائد أركان الجيوش الموريتانية محمد ولد الغزواني مرشحا عن الأغل ...
استهلال ...
إن الشعوب و السياسيين الذين يختارون مرشحا دون قراءة برنامجه، قد اختاروا أن يسلكوا أسوأ طريق في السياسية.
---
منذ إعلان الرئاسة الموريتانية رفضها بشكل قطعي لأي مطالبات بمأمورية ثالثة لصالح الرئيس محمد ولد عبد العزيز، عاد الجدل عن الخليفة المحتمل لولد عبد العزيز في الوقت الذي كانت فيه المعارضة تستعد منذ فترة للإعلان عن مرشح موحد بين جميع أطيافها، لم يطل انتظار جناح الموالاة بإعلان اختيار وزير الدفاع و قائد أركان الجيوش الموريتانية محمد ولد الغزواني مرشحا عن الأغلبية، فيما استمر الترقب لمرشح المعارضة الذي طال انتظاره و قدمت له العديد من الأسماء، إلا أن المفاجأة التي لم يتوقع الشارع قد حصلت حين أعلنت المعارضة عن فشلها في الاتفاق على مرشح موحد بالرغم من توقيعها اتفاقا مبدئيا بشأن الدعم المتبادل.
فشل المعارضة في الترشيح الموحد فتح الباب أمام اختلاف و تنوع في المرشحين، بالرغم ن انه لم يشكل أي جديد يذكر فقد تقسمت المعارضة إلى قديمة و حديثة و أثبتت الاجتناب الاجتماعي الذي يحكم المجال الفضاء العام الموريتاني، فالأحزاب الزنجية التفت حول كان حاميدو بابا في حين توزعت الأحزاب الأخرى على بقية المرشحين.
بعد ترشيحه و خطاب وصف بالجذاب جدا عاد فسطاط محمد الشيخ محمد احمد الغزواني إلى ممارسة نفس العادات القديمة التي كانت تمارس في الطرف الحاكم، فالخطاب حول إكمال مسيرة سلفه و الزيارات المكوكية التي وصفت بالحلمة الانتخابية السابقة لأوانها، إضافة إلى التفاف طغمة من رجال المال و قبائل المصالح حول الرجل، و هوما جعل منه المرشح الذي يمثل السلطة الحالية بكل صفاته، دون ان يختفي ذلك الصوت الذي يتوقع من الرجل أن يكون مختلفا مع سابقه و أن يكون أكثر مرونة و فاعلية،
إلا أن خطاب المرشح مازال خطابا لم يتبلور بعد و بالرغم من كثرة الانضمامات فان البرنامج الانتخابي و المشروع السياسي للرجل لم يعلن و هو ما يعني أن المنضمين لا يبحثون عن مشاريع حقيقة و لا تهم المرشح بقدر ما يبحث عن رهان شبه مضمون للحفاظ على مصالح فردية لا غير.
في الطرف الآخر و الذي يمكن الحديث عنه في كليته "كمعارضة" لم يفهم قيمة تكتيل المصالح في وجه ما تصفه بالتغول السياسي لجهات السلطة، ففي نظرة بسيطة إلى المرشحين يمكن إدراك مدى الشتات الذي تعيشه المعارضة الموريتانية، و التي قدمت مجتمعة أربعة مرشحين، -في حين كان ولد محمد لقظف يسحب ترشحه بحجة الحفاظ على الموالاة التي يعتقد انه جزء منها- هذه المقارنة البسيطة يمكنها أن تلخص لنا بأي فهم تتعامل المعارضة مع الرئاسيات 2019 .
فرصة تكتيل المصالح التي ضيعت المعارضة في الشوط الأول من الانتخابات، يمكن استغلالها بالشوط الثاني – في حال حصل- و صار شوط ثان و هو أمر لا يبد راجح مع الحديث عن ستة مرشحين و احتمال دخول مرشح سابع،
خطاب المعارضة ليس فيه من التجديد إلا أن يستغل مرشح الحديث عن بعض القضايا التي تجاهل المرشح الأخر فمن ولد سيدي محمد ببكر إلى بيرام الداه اعبيد وصولا لمحمد ولد مولود، لم يظهر هناك أي تغير يذكر في الخطاب الذي تصدرته قضية العدالة الاجتماعية و التغيير و طغت فيه قضايا الحراطين و ديون الشيخ الرضا،
هذا الخطاب بالرغم من انه بدا ملامسا لأحلام الفقراء قريبا منهم إلا انه يظهر الكثير من الحربائية السياسية التي تحكم التنظير السياسي الموريتاني الذي لا ينتج سياسيين يصنعون قضايا بقدر ما ينتج يقدم قضايا يتبعها السياسيون، هذه بالذات سيكون لها تأثير كبير على الساحة السياسية الموريتانية خاصة مع قوة ظهير الشعوب الأوحد الميديا الاجتماعية كقوة ضغط و احتجاج تتجاوز الكل و تتيح الكثير من وسائل الضغط.
المرشح كان حاميدو بابا و المرشح نور الدين محمدو مرشحين اخرين قيد الاعداد حسب بعض الجهات، لا يبدو أن و لهم حظوظا كبيرة في الفوز ولكن قد يكونون المستفيدين الأكبر في ما بعد الانتخابات خاصة إن حققوا نتائج تذكر في صناديق الصوت الشوط الأول، فيما تبدو مواقف المعارضة الأخرى محسومة كليا في حال حث شوط ثاني حيث من المتوقع إنجاح التجمع الذي فشلت المعارضة فيه في الشوط الأول.
يبدو ولد ببكر و ولد الغزواني هما المرشحان الرئيسيان و صاحبي الحظوظ الأكبر في الفوز، و لكن ذلك مربوط بجدية اكبر في الخطاب، خاصة أن مساحة تمحيص الخطابات باتت أوسع بكثير في ظل سيطرة الميديا الاجتماعية، و هو ما يظهر بشكل كبير في الأيام الماضية حيث توجه المرشحون إلى الفيسبوك كما بدا بعض الداعمين في شرح دوافع اختيارهم و كذلك عقد ولد ببكر للقاء مع المدونين و الصحفيين.
المتغير الأخر ليس الجدية في الخطابات و إنما الواقعية أيضا فحقيقة أي وعود في أي برنامج لن تكون في صالح المرشح الذي يتجاهل الواقعية في الوعود في ظل ملل سياسي عام في الفضاء السياسي، و هنا بالذات فان البرامج الجاهزة لن تكون لها قيمة بقدر ما سيخلق من الابتكار و التجديد قوة مهمة في ظل وجود كم كبير من الناخبين على الكنبة.
للعبرة ...
في بلدي موريتانيا حين يتزوج أي رجل فهو لا يختار شريكة حياة ليسكن إليها، بقدر ما يتزوج من جمع من الناس ليعرضوا عليه مشاكلهم الشخصية ليشغل وقته بحلها.
أظهر الكل ..الشيخ الحسن البمباري
تعيش منطقة الخليج في الوقت الحالي على وقع أزمة حقيقية بسبب الصراع على إدارة الشرق الأوسط و السعي من مختلف دول المنطقة إلى التقدم لمركز صناعة القرار ، و يبد هذا الدور كما تفهمه دول الخليج مرهون بالقرب من الولايات المتحدة الأمريكية و السيطرة على خيوط إدارة لعبة الشرق الأوسط ،سواء من خلال ملكية مفاتيح الحركات المسلحة ، أو التصدي لمواجهة ما يسمى بالإرهاب "السني منه و الشيعي " إضافة إلى القدرة على تجفيف مصادره (الإخوان المسلمون والمذهب الوهابي ... وغيرها مما يسميها ال ...
الشيخ الحسن البمباري
تعيش منطقة الخليج في الوقت الحالي على وقع أزمة حقيقية بسبب الصراع على إدارة الشرق الأوسط و السعي من مختلف دول المنطقة إلى التقدم لمركز صناعة القرار ، و يبد هذا الدور كما تفهمه دول الخليج مرهون بالقرب من الولايات المتحدة الأمريكية و السيطرة على خيوط إدارة لعبة الشرق الأوسط ،سواء من خلال ملكية مفاتيح الحركات المسلحة ، أو التصدي لمواجهة ما يسمى بالإرهاب "السني منه و الشيعي " إضافة إلى القدرة على تجفيف مصادره (الإخوان المسلمون والمذهب الوهابي ... وغيرها مما يسميها اليمين الغربي الراديكالية الإسلامية) .
عاشت منطقة غرب آسيا في غضون اقل من شهر على حدثين رئيسيين الأول منهما (قرصنة وكالة الأنباء القطرية و بث رسائل معادية للجوار الخليجي ، و ثانيهما تسريب محتوى بريد سفير الإمارات بواشنطن في حادثة من المتوقع أن تعصف بتقارب مجلس التعاون الخليجي "وهو ما حدث بالفعل"، هذا بالإضافة بعض الأحداث ذات العلاقة المباشرة بما يسمى سنيا المشروع الإيراني .
كانت التصريحات المنسوبة إلى أمير دولة قطر بعد ما قال البلد خليجي أنه قرصنة لوكالته أنبائه الرسمية ، موجهة شكلا و منهجا درجة أن حُدد المسؤول عن الجهة المقرصِنة ، و كشف التعامل الإعلامي القاسي من بعض المؤسسات التي سُهر على أن تكون مستقلة ، عن مدى الشرخ الذي تعيشه الدول الخليجية و مدى هشاشة العلاقة في هذا الفضاء "الاقتصادي" و احتدام التنافس بين مجموعة مجلس التعاون الخليجي على النفوذ ، وتصدر قائمة أصدقاء أمريكا في المنطقة ، و إن كان الصف الخليجي حرص دائما على الظهور بوجه المتآلف ، خاصة في ما يتعلق بالقضية الإيرانية (كما حدث في القمة الخليجية الأمريكية في الرياض ) ،إلا أن قرصنة حساب السفير الإماراتي في أمريكا غيرت هذه الصورة تماما و أظهرت أن "ما خفي أعظم " و مع أن القرصنة لحساب السفير ممولة هي الأخرى و ثمة من ينتظر منها الكثير ، فإنها عكست وجها آخر لدولة الإمارات و طرحت تساؤلات حرجة حول مستقبل التحالف و الجيرة في الخليج ، خاصة مع ظهور معلومات سابقة تقول بمشاركة الأجهزة الأمنية الإماراتية في اغتيال قيادي حماس (المبحوح ) في دبي و وصول العلاقات الخليجية إلى نهايتها مع تكون حلفين بارزين في الجزيرة العربية (حلف العربية السعودية و الإمارات و حلف قطر و الكويت ) و هو ما يجعل عملية عاصفة الحزم في مهب الريح ، إلا إذا فرض على مصر (السيسي )ما كانت أعلنت عن رفضها له سابقا و هو المشاركة الميدانية على الأرض في اليمن – الذي يجب التذكير باستعصاء حله عسكريا ليس لأن الحوثيين أغلبية شعبية فحسب بل لأن الدعم الذي يوفه الإعلام القطري (للشرعية اليمنية ) في مواجهة الإعلام الموالي للحوثيين يعني أن هذه الحرب ستصبح أكثر توازنا ، خاصة مع التخلي غير المبرر لحكومة (هادي) (المشردة )عن قطر ،و بالتالي خسارة الدعم المالي و الإنساني و الإعلامي القطري ، مشكل آخر سيدفع له الصف العربي وهو أنه على دول "الأطراف" العربية أن تحدد مكانها في الصراع الذي لا يبد اللون الرمادي الذي اختارت الجزائر مناسبا ، فدول المغرب العربي و السودان و القرن الإفريقي كلها مطالبة بالتموقع في صراع الأحلاف الأشقاء و لا مجال لكتلة عدم انحياز بسبب الهشاشة الاقتصادية للكتلة العربية من خارج المجموعة الخليجية إذا استثنينا المغرب الذي يعد حالة خاصة .
العامل الإيراني الذي كان السبب الرئيس في قطع العلاقات الخليجية سيعود بسرعة إلى الواجهة في حال كانت غالبية الدول العربية في الحلف السعودي الإماراتي ، فان قطر التي تضمن المساندة التركية و الأمريكية ستجد نفسها على طاولة مليئة بالخيارات المريحة التي لن يغيب عنها الجار الإيراني المستعد لدفع أي ثمن مقابل إسكات الجزيرة بنسختيها العربية و الانجليزية ، عن مسألة التغلغل في العراق و سوريا و لبنان ووضع برنامج إيران النووي .
الدولة الإسلامية (داعش سابقا) التي حاولت الدول المقاطعة لقطر إقحامها في بياناتها التي أعلنت من خلالها التخلي الكلي عن الإمارة الخليجية ،ليست قضية ذات بال سواء مع التحالف الدولي الذي يتقدم في محاربة التنظيم ، أو الدعم السخي من ترامب لأكراد الشرق الأوسط (قوات سوريا الديمقراطية ) للقضاء عليه ، و حتى عالمية المشروع الذي تعمل داعش على تجسيده .دون نسيان الصدمة الكبرى التي سببها التوجه الإعلامي المضحك من التنظيم و يكفينا في هذا المقام لمقياس جدية هذه الدول نموذج (مسلسل غرابيب سود).
الصراع الخليجي على اللاشيء هو الخيار الوحيد في المدى المنظور ، فان كان من المستحيل أن تخضع الإمارات و السعودية لقطر و تعلن فتح العلاقات التي أغلقت من جانب واحد ، -و هو ما يعني انتصارا معنويا لقطر –فإن مسألة الصراع على صداقة أمريكا لن تنتهي بنتائج محمودة للدول المتنافسة ، إذا علمنا أن هذه الأخيرة في عهد ترامب ليست بحاجة إلى أصدقاء و إنما إلى عائدات واستثمارات ، وحاضنات جيوستراتيجية في وجه التوسع الروسي، كما أكدت من أول يوم (للنكسة_الخليجية) ، هذا دون نسيان أن التباعد العلني في البيت الخليجي يعني أن الخليج العربي كمفهوم سياسي و جيوستراتيجي ،قد انتهى سيتحول إلى الخليج الفارسي "الذي تتعمد الكثير من دوائر القرار و الإعلام الأمريكي استخدامه في السنوات الماضية).و تبقى مفاتيح الحل بين مجموعة الوجوه الشابة التي تتسيد المشهد حاليا "محمد بن سالمان ، محمد بن زايد ، محمد دحلان ، تميم بن حمد ، ثم أصغرهم سنا الجزيرة "
أظهر الكل ..يثير إشكال تقسيم الإسلام إلى مذاهب و طوائف و شيع وملل بل حتى نحل ، يراد لها أن تكون بمسحة إسلاموية فالدين الذي انزل ليكون رسالة للبشرية جمعاء (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (آل عمران 85) فدون نقاش عن أي إسلام نتحدث ؟ بسبب الكثرة الفكرية و التعددية المذهبية ، فان ظاهرة الإسلاموية داخل المذهب الواحد تطرح إشكالا أكثر تحديدا بل وحتى يظهر جوانب من التعقيد في فهم الخطاب الإلهي ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ ...
يثير إشكال تقسيم الإسلام إلى مذاهب و طوائف و شيع وملل بل حتى نحل ، يراد لها أن تكون بمسحة إسلاموية فالدين الذي انزل ليكون رسالة للبشرية جمعاء (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (آل عمران 85) فدون نقاش عن أي إسلام نتحدث ؟ بسبب الكثرة الفكرية و التعددية المذهبية ، فان ظاهرة الإسلاموية داخل المذهب الواحد تطرح إشكالا أكثر تحديدا بل وحتى يظهر جوانب من التعقيد في فهم الخطاب الإلهي ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنهما - و ان طرح مسألة الحجاب (بمفهومه الواسع) و المصافحة في بلد [إسلامي الدين، سني الجماعة، مالكي المذهب] و بين مكوناته السنية المالكية تفرض هي الاخرى الاعتماد على مقاربتين أساسيتين( 1 إن كان حراما ! 2 إن كان حلالا !).
تثير وضعية الناظر البسيط إلى المجتمع الموريتاني إشكال الحياتين المتوازيتين و الإسلاميين المتوازيين (في الشرائح الناطقة بالحسانية ) قريب بالمعايير الوسطية من الإسلام كما هو في الكتاب و السنة و إسلام آخر يبد أكثر اختلافا و امتزاجا بالثقافة الشعبية في الشرائح الزنجية ذات الثقافة الإفريقية "لكور"(ساكني الحضر ) , حيث يبرر السفور و المصافحة كمعلمين مميزين لهذا التصور الأخير للإسلام ، و لكن الإشكال إن الحديث عن هذه الظاهرة لا تصل إلى دواليب القرار أو النخبة الدينية من الشريحتين ، و لا يتم التعامل في هذا الفصل الزمني بين التصورين النابعين من نفس المذهب لنفس الدين، إلا على تفسيرات ثقافية اجتماعية و إن كانت هذه الأخيرة ذات مشروعية سوسيو ثقافية فإن الخطاب الديني كان أكثر صراحة سواء بالتأكيد على أن الله يُعبد بما حدد هو و ليس بما يتصوره العباد , كما حالة تحريم الخمر و وزواج المحارم و الطواف عريا حول الكعبة و الاختلاط و حتى تولي المرأة شؤون المسلمين ومسح ظاهر الخف و التقصير ... من الشواهد التي تجعل هذا التبرير في مهب الريح ، كما أن الآيات الصريحة في هذا الإطار تجعل هذا السكوت يحتاج أيضا إلى مراجعة أكثر عمقا انطلاقا من براديغمات أخرى ذات علاقة بالميكانيزمات المجتمعية لموريتانيا "كجسر حضاري بين بعديها العربي و الإفريقي" كما يرى د. محمد سيد أحمد فال ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ.. (النور 31)) .
مع أن مسالة السرد في إشكال إن كان حراما ، سواء من السياق الاجتماعي الذي يقر الظاهرة ولا يرى فيها أي خروج على الدين ، أو من السياق الديني الذي يحرم هذه الطريقة باعتبارها طريق الكبائر (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) (الإسراء 32) ، إلا أن الاستشكال تحت طائلة ما لا يدرك كله لا يترك بعضه تبد هي الأخرى ضعيفة جدا أمام ظاهرة اللاحجاب أو اللاحشمة فمع الآية السابقة و قريناتها هل بات الستر أو المصافحة "بعضا" ؟
1 إن كان حراما
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) (الأحزاب 59)
أين الميزان العدل في مجتمع يحلل لهذه الدخول إلى النار و يسمح لها بالخروج على أوامر دينية لا يمكن أن تصنف في إطار (إدراك البعض) ، و متى كانت الثقافة و الخلفية الاجتماعية هي المحدد للسلوك الديني ، و يكيف يطلب من طبقة العوام تقبل التعامل مع عدة مستويات من الخطاب لنفس النص و لنفس المخاطبين (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) ، فان كان كشف الرأس و المصافحة حراما فل يكن حراما على الكل و إن كان معيار الثقافة الموازية و منطق أن المؤمنات لسن على نفس القدر و لسن مخاطبات جميعا بنفس الإلزام فهذا التصور الأخير رد أيضا (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107) .
إن مسألة (الكورية ) السافرة هي قضية اجتماعية ثقافية بالدرجة الأولى ، ليس البعد نقاش إن كان الحجاب فرضا أو سنة أو محببا إلى غير ذلك من مستويات الإلزام في الخطاب الديني ، إلا أن المثير للإشكال أن يكون حلالا عليها و حرام على (الناطقة بالحسانية ) "البيظانية".
2 إن كان حلالا
لن يكابر أحد في العدد الكبير من الموريتانيات الئي لا يرتدين (غطاء) للرأس و لكن معروف من هن و ممن ! من هنا بالذات يجوز السؤال أي فهم للخطاب الديني هذا الذي يحظر على هؤلاء و لا يسمح لهن بالتمتع بما يتيحه من هامش للبعد الثقافي في التدخل في نمط التدين ؟ فان كان حلالا على "الكوريات" أن يخلعن غطاء الرأس و يصافحن فما المانع من أن يكون ذلك متاحا في شرائح مجتمعية أخرى ، إلا إذا كانت المسالة في مضمونها هي كبرياء اجتماعي و تميز ثقافي و ليس تطبيق ديني لذات الدين الحنيف.[ لَيَنْتَهِيّنَ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الّذينَ مَاتُوا إِنّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنّمَ. أَوْ لَيَكُونُنّ أَهْوَنَ عَلَى اللّهِ مِنَ الْجُعَلِ الّذِي يُدَهْدِهُ الْخرءَ بِأَنْفِهِ. إِنّ اللّهَ قد أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبّيّةَ الْجَاهِلِيّةِ وَفَخْرَهَا بِالاَبَاءِ. إِنّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقيّ وَفَاجِرٌ شَقيّ. النّاسُ كُلّهُمْ بَنُو آدَمَ. وآدَمُ خُلِقَ مِنَ تُرَابِ ] أخرجه الترمذي وحسنه.
أو حركة في فلك "الكيتوهات الثقافية " التي تشبه الزجاج العازل نستطيع الرأي من خلاله ولكن لا يمكننا سماع الصوت المنبعث من ورائه و بالتالي تكون عملية التأثير و التأثر مشوشة و تغيب فيها (ردود الفعل (التغذية الاسترجاعية ) feed back "
فالحلال ما حلله الله و الحرام أيضا ما حرم ، و التدين كهامش لتدخل العوامل الثقافية ، بقي دائما في حدوده الدنيا ولم يصل إلى أصول الدين ، بل إن الأمور ذات الطابع الاجتهادي كانت مبعدة إلى حد كبير عن مسألة التدين ، فأي ثقافة لها الحق أو أعطي لها في التجاوز على أركان الشرع، مهما كانت تكون العلة إما في فهم الخطاب أو المخاطُب ، و من عدم الحكمة التصديق بأن الشمال الموريتاني يفهم خطابا دون أن يكون الجنوب جزء من ذلك الفهم إلا إذا لم يكن معنيا ثقافيا و اجتماعيا و وضع مبررات أكثر صراحة منطقية من ما هو موجود الآن . و إلا فإن سؤال [ كيف يقبل أن يكون حلال لهذه وحرام على تلك؟ ]سيبقى يطل برأسه دائما في ظل تحولات لا تضمن معها إن كانت الإجابة ستكون نفسها.
يبد جدل الحشمة كمفهوم أعمق دلاليا حتى من الحجاب و النقاب و البرقع "كظاهرة أكثر تطرفا" - كمستويات أو مظاهر للحشمة - المفهوم الأكثر دلالة في المجتمع الموريتاني ولكن هذا التبرير أيضا يبد ضعيفا ، لاعتبارات أن الحشمة كمفهوم يتسم بالكثير من المثالية التي من غير المتاح التقيد بها للجميع ، وليس ثمة دليل أن الرجل الزنجي أكثر حشمة من أخيه العربي و بالتالي هو لن يقترب من [طريق الزنا] إذا صافح أو كانت الفتاة غير محجبة ، و ليست الفتاة مؤمنة مجاليا من الرجل الذي لا حشمة لديه لاعتبار ثقافة الأبواب المشرعة "الظاهرة التي طبعتها الخيمة في هذا المجتمع " و التي تدرج في إطار الكرم و التسامح و الانفتاح الذي تفرضه معايير الجيرة و القرابة في مجتمع من الأسر الممتدة و الإتكالية المتجذرة .
أظهر الكل ..كيف دمرت "mad inchina " النظام الاجتماعي الموريتاني / الشيخ الحسن البمباري
يرى الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت أن الأطر التي يقوم عليها المجتمع و التي تحقق الإشباع لجميع الاحتياجات تبقى تحكم هذا المجتمع إلى أن تصبح عاجزة عن تحقيق الإشباع , فتتم عملية إبدال لهذه الأطر القديمة بأخرى جديدة تتماشى مع التغيرات التي يعيشها هذا المجتمع , و لكن هذا الإبدال كما يقول كونت من أول شروطه أن يكون إبدالا داخليا من المجتمع نفسه و ليس عملية إدخال خارجي من مستنسخة أو مستجلبة من جهات خارجية .
أ
< ...كيف دمرت "mad inchina " النظام الاجتماعي الموريتاني / الشيخ الحسن البمباري
يرى الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت أن الأطر التي يقوم عليها المجتمع و التي تحقق الإشباع لجميع الاحتياجات تبقى تحكم هذا المجتمع إلى أن تصبح عاجزة عن تحقيق الإشباع , فتتم عملية إبدال لهذه الأطر القديمة بأخرى جديدة تتماشى مع التغيرات التي يعيشها هذا المجتمع , و لكن هذا الإبدال كما يقول كونت من أول شروطه أن يكون إبدالا داخليا من المجتمع نفسه و ليس عملية إدخال خارجي من مستنسخة أو مستجلبة من جهات خارجية .
أ
يعرف عن النظام الاجتماعي الموريتاني قيامه على تراتبية وظيفية تعطي لكل شريحة أدوارها الخاصة و دون منافسة من الشرائح الأخرى و بقي هذا النظام يحكم هذا الفضاء الذي طبعت القبيلة - كغيره من المجتمعات العربية - تاريخه إلى اليوم و بقيت هذه الأخيرة توزع أعضاءها حسب الحاجة لهم لسد فراغات في النظام الاجتماعي فكان ثمة "لعرب" و هم أصحاب السلاح و "الزوايا" و كانت مهمتهم ثقافية دينية و" لحراطين " وكانت مهمتهم فلاحية خدمية ثم "لمعلمين " و كانوا يهتمون بالجانب الحرفي و الصناعي و "إيقاون " وكانوا ذوا الدور الفني... الخ , وهكذا تقسمت الأدوار في باقي المكونات الاجتماعية بما فيها النخبة (المجتمعية ) و العناصر المكونة الأخرى "اللحمة" . استطاع هذا النموذج الاستمرار لوقت طويل بالرغم من الاختلالات التي طبعته سواء في الشكل أو في المضمون .
ب
على الرغم من طول فترة التي صمد فيها هذا النظام الاجتماعي , فانه اظهر حاجته إلى التعديل و هشاشته , إذ إننا لم نتجاوز بعد ستين سنة من الاستقلال حتى نزلت بعض الشرائح المكونة لهذا النظام مطالبة بحقوقها و بدأت الشرائح الأخرى بالنزول تباعا , و هذا ما تسبب فيه بشكل مباشر الانفتاح الذي شهدته البلاد في المجال الاقتصادي بشكل خاص و هو ما اثر كثير في الانتقال السلس و التحول من مركزية القبيلة إلى مركزية الدولة كحالة اجتماعية تتيح فرصا أمام جميع أعضاء النظام الاجتماعي , وتعيد تقسيم الأدوار وظيفيا وبالاعتماد على إبدال أكثر ملاءمة و تناسبا من سابقه الذي تم تجاوزه لاعتبارات أهمها فقدان القبيلة لأهم خصائصها وهو المجال الترابي و سلطة الرعاية العسكرية و السياسية لأعضائها.
ج
يظهر الخلل الكبير الذي أصاب النظام الاجتماعي بعد مرحلة التحول , إن البلاد لم تستطع في عهد الدولة الأمة أن تحافظ لجميع الشرائح على ادوار داخل النسق الوظيفي للمجتمع و هو ما جعلها عرضة لظروف اقتصادية قاسية دفعتها للمطالبة بحقها ليس فقط في التنمية و بل في المشاركة الفاعلة في صنع التنمية كوسيلة للتمكين , و لكن شيئا كهذا كان عصي الحدوث في بلد لا يملك أي قوة إنتاجية , ولم يستطع التحول إلى مجتمع صناعي منتج و إنما انتقل مباشرة إلى مجتمع مورد لكل شيء حتى ابسط الحاجات , فأصبحت غالبية الشرائح الاجتماعية التي بدأت تصل مرحلة الوعي بذاتها , تطالب بشكل علني بحقوق اقتصادية بالدرجة الأولى إلا أن هذه المطالبة تحولت إلى مطالب أخرى سياسية و ثقافية و إثنية و دخلت في مواجهة مباشرة مع النظام السياسي الذي مهد برأيها لهذا التهميش و الإقصاء الذي أنتج جيوشا من العاطلين و الفقراء مع الانعدام الكبير لفرص عمل في وجه الوفرة القادمة من الصين .
د
كان من الطبيعي أن يكون لحراطين أول من ينزل الشارع , نظرا لاعتمادهم على الفلاحة وما يرتبط بها من أنشطة , و الهجرة من الريف إلى مدن لا مصانع فيها وتعيش على الاستيراد, جعلهم عرضة للإقصاء سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي , و ذلك لان الدور الذي كانوا يقومون به بات الآن من نصيب إبدال خارجي هو ماركة (صنع في الصين ) , التي سيطرت على كل شيء و حلت محل إحدى مكونات النسق الاجتماعي , و في المرحلة الموالية نزلت شريحة لمعلمين بعد ما تحول التهديد إلى مصدر رزقهم ( الصناعات التقليدية ) التي باتت السوق الصينية منافسا فيها أيضا خاصة بسبب الوفرة و البضائع الرخيصة , دفعت هذه الشريحة أيضا إلى الشارع من اجل الحفاظ على دورها و مكانتها داخل النسق الاجتماعي كممارسة للصناعة وبعض الفنون الجميلة , و لا يستبعد أن تنزل الشرائع الأخرى تباعا كلما تم تهديد أدوارها التي تتسلمها من قبل النسق الاجتماعي والعكس صحيح , و بالتالي من غير المحتمل في المدى المنظور أن نجد حراكا مشابها لما يحدث في كل من لحراطين و لمعلمين في شريحة كايقاون على اعتبار احتكارها لمهنة الفن (الغناء دون أي منافس ) " ولنا في برنامج النغمة الذهبية اكبر دليل على سيطرة هذه المجموعة على هذا المجال الذي يصنف ملكية خاصة و يحظر اجتماعيا وفقهيا على غير المنحدرين جينالوجيا من هذه الأسر [ وان كانت تجدر الإشارة إلى أن الشرائح الفقيرة بدأت تخلق فنانيها و لذلك في ردة فعل على ارتفاع أجور النخبة من الفنانين المنحدرين من اسر إيقاون التقليدين].
هـ
إن مسالة الإبدال الاجتماعي هي عملية معقدة خاصة في مرحلة ما بعد التحولات الكبيرة كالجفاف و الاستقلال أو ما يسمى بالتحولات الاجتماعية و الانزياحات التاريخية التي تحدث ما يشبه التحول في مجرى التاريخ الاجتماعي , و مع ذلك تبقى مسألة مراعاة جميع مكونات النسق الاجتماعي هي الضمان الوحيد أن لا تخرج بعض أجزاء هذا النسق معترضة عليه , و محتجة على أنها لم تعد تلعب أي دور داخل النسق العام للمجتمع و هو ما يدفعا إلى المواجهة المباشرة , فمن الحكمة أن تكون الدولة ما بعد الاستقلال كانت مدركة لمدى تعقيد عمليات الانتقال في النسق الاجتماعي , و هو ما يجعل منها حريصة على أن تحتفظ جميع المكونات الاجتماعية بمكان لها في الأدوار التي يوزعه المجتمع , فلو دفع بأبناء الشرائح الصناعية والعاملة في الأنساق القديمة إلى المصانع و المشاريع الخدمية لما كانت البلاد عرضة لعديد الحركات المطالبة بالعدالة الاجتماعية و المشتكية من الظلم و التهميش , و التي تقول ببساطة إنها ملت العيش عالة على النسق الاجتماعي و البقاء متطفلة, و الآن تريد أدوارا تقوم بها داخل هذا النسق كما كان الأمر في السابق لا أكثر و لا اقل .
و
من المعروف ان الظاهرة الاجتماعية لها عدو جوانب و أبعاد و لكن المطالب التي رفعها هذه الشرائح من قبيل (العدالة الاجتماعية و الإشراك الاقتصادي و التمكين و حق الحياة الكريمة ... الخ ) كلها مؤشرات تؤكد محورية التحليل الاقتصادي في دراسة النسق الاجتماعي سواء بالنسبة لموريتانيا أو غيرها .
يقول وينستون اتشريشل ( إن أي إنسان في مرحلة الشباب يجب أن يكون شيوعيا إلا إذا كان ليس له قلب و في مرحلة الكهولة يجب أن يصبح رأسماليا إلا إذا كان ليس له عقل )
أظهر الكل ..1 لماذا الاصوات الشعبية خافتة جدا ؟
ظلت الخلافات السياسية في التوجه و الموقف بين الزعامات المغربية هي الحد الفاصل بين الوحدة و الانفصال مغاربيا , فكانت موريتانيا و المغرب في سياق معين اشبه بالدولة الواحدة بل و استقبل الجيش الملكي المغربي على الاراضي الموريتانية للمحاربة ضد عدو مشترك , وقتها كان السياق يجمع زعامات البلدين و لم تحتج هذه الاجراءات الى رأي شعبي أو ما شابه لأنه بدى اجراءا شكليا حينها , و في السياق نفسه اصبحت الزعامة الجزائرية عدو مشترك للبلدين و كانت المغرب و الجزائر تغلقان الحدود و تقطعان العلاقات , لتتحول المغرب الى عدو لموريتانيا بسبب عدم الاعتراف بوطنية موريتانيا (و احداث تبعت ذلك معروفة تاريخيا... ) , هذه المقتطفات من الاحداث لم يرافقها أي حراك شعبي رافض و لم يستمع فيها لآلاف الاصوات الشعبية التي كانت بحاجة الى فتح هذه الحدود سواء للحركة الطلابية او العملية او العائلية و ما شاكل ذلك من المصائر التي تفرضها الجيرة و الحدود المشتركة .
ان تغييب الشعوب المغاربية عن الصراع و اعتبارها في صف حكوماتها آليا , هو ما جعل القضية المغاربية قضية ثانوية لا تدخل في أي نقاش عامي كان او نخبوي و ذلك لقوة الاعلام الرسمي و اخر شواهد ذلك اجتماع وزراء التربية في المغرب العربي المنعقد في نواكشوط (ديسمبر 2016) الذي طغى علية اعمال لجنة مشتركة بين موريتانيا و الجزائر في الاعلام الموريتاني و الجزائري و مهرجان الكوميديا الحسانية بالمغرب فيما كانت ليبيا غارقة في اقتتالها و تونس تركز على تفكيك العمليات الارهابية , و هو ما يعني ان الجسم المغاربي لا دور له فقد تم تحييده حكوماتيا و تخدير الحاجة الشعبية لهذه المؤسسة ما أعاق ظهور مطالب شعبية حقيقية لتجسيد هذه الحاجة الاقليمية الملحة .
2 هل المغرب العربي حاجة أم ترف ؟
ان السعي لأي تشكيل اقليمي او قاري او حتى دولي تتوخى منه بالضرورة حاجة ما , و يُسعى من خلاله الى خلق فضاء للتبادل و العطاء المشترك و يشكل سؤال الثابت والمتحول مغاربيا في هذا السياق المحور الاهم , ما يجعل المغرب العربي كثر تميزا و فعالية عن غيره من المؤسسات هو تنوع المنتوج في هذه الدول التي تشترك في (الفشل تنمويا ) , و من المؤكد ان وجود امكانيات مختلفة يجعل هذه الدول قادرة على التركيز في مجالات مختلفة مقابل ان تحقق الدول الاخرى تطورا في المجال المقابل , و تعتبر ميزة الحدود القريبة هي الثابت الاكثر فعالية و الاستثمار الاكبر الذي تتمتع به منطقة المغرب العربي و القادر على اخراجها من وضع التذبذب التنموي , هذا مع ثوابت اخرى اجتماعية وثقافية (العلاقة المجالية و السكانية بين مختلف الدول تونس "اقليم افريقية " سابقا و المغرب كواجهة سياسية للمجال الشنقيطي بشكل عام ...) هذا مع الحاجة الاقتصادية التي كانت توفرها الحركة الحدودية بين هذه الدول , و المتغير الوحيد الذي يمكن الوقوف عليه بين هذه الدول هو المتغير السياسي الذي نجح في ان يكون عنوانه محكوما بطبيعة الحاكم في كل بلد على حِدة . و تجاوز هذا المعرب هو بتحويل الجسم المغاربي الى جسم شعبي بدل بقائه ورقة ضغط بين الحكومات تكاثر بها وقت ما تشاء و تشتت بها حيث يبد للحاكم , و بالتالي الحد من النظر الى المغرب العربي كترف وفضاء سياسي يلتقي من خلاله جمهور من السياسيين لالتقاط الصور التذكارية , و تتجسد الحاجة الى المغاربية في الإكراهات الصحية لبلد كموريتانيا و كذا الحاجة الاقتصادية مع تمتع هذا البلد بمقدرات اقتصادية تعد جميع الدول المغاربية بحاجة لها "السمك" كما ان الوضع الليبي ايضا أنموذج على الحاجة الى كيان اقليمي فعال وقوي .
3 ما بال ذوي الدم العربي و الزعامة ؟
من اكبر العوائق التي تواجه أي تجمع عربي , مسألة حسم الزعامة او رئاسة هذا التجمع , وهو ما يجعل أي منظمة اقليمية في الفضاء العربي تشبه نظرية الافكار عند باركلي (نتفق في الافكار لأنها وحي من الله ولكن نختلف في التطبيق كعمل بشري ) , لذلك و منذ تأسيس المنظمة المغاربية (17-02-1989) , ظلت قضية التوجه السياسي العام هي العائق الاكبر امام التنظيم الذي لم يستطع حسم هويته اقتصاديا و سياسيا مع وجود دول ذات تراث يساري و اخر اكثر ميلا للرأسمالية , ما جعل قضية الرئاسة في الجسم المغاربي العامل الحاسم في ضرورة حركة هذه المؤسسة التي فشلت على مر تاريخها في ان تنظر لنفسها انطلاقا من الحاجات الشعبية وليس انطلاقا من المصالح و التحالفات التي تحكم الزعماء المشكلين للمنظمة .
4 هل يجب على الشعوب المغاربية أن تتولى زمام المبادرة ؟
من الواجب الان و بعد مرور 27 سنة من المحاولات الفاشلة على مستوى النخبة السياسية للبلدان المغاربية ان تتجه البوصلة الى الفعل الشعبي , حتى تفهم القيادات السياسية ان الشعب بات مدركا لقيمة هذه المؤسسة على المستوى التبادل الثقافي و الاقتصادي و الحدود الاجتماعية الموغلة في التداخل , و من المبرر الان ان تتحرك مسيرة الشعوب المغاربية سعيا الى فتح الحدود , وذلك بإطلاق حراك داخلي في كل بلد يجبر القيادات السياسية -(على مالها من احترام لمناصبها و مكانها )- على الرضوخ لطب مسيرة الشعب المغاربي التي يجب ان يكون هدفها الاول فتح الحدود المغاربية و تجاوز الخلافات البينية حتى تستطيع تحريك عجلة الانفتاح المغاربي .
5 المغرب العربي رؤية غديل
(تقول نظرية غديل ان عددين معلومين اضيف احدهما للآخر فالنتيجة ليست حاصل الرقمين ضرورة ) .
و بالتالي فان هذه المقاربة اذا طبقت على المغرب العربي نجد ان الحاصل سيكون ضرورة (عجلة تنمية اسرع – تعليم احسن جودة – وسوق اوسع – و موقف اقوى قاريا ودوليا و صلابة اكثر في مواجهة الارهاب و الاوبئة ...) , فلو قلنا إن (تونس "الجيدة التعليم و الحريات... " + موريتانيا "السمكية – المنجمية ..." + ليبيا "النفطية... " + المغرب "ذات السواحل الاستراتيجية فلاحيا و للتبادل مع الغرب..."+ الجزائر "ذات المنتوج النفطي والغازي ... " . جميع هذه الميزات التي لم يعرض منها الا النزر اليسير يعني ان هذه المنطقة هي الاكثر قابلية للنمو المشترك , و ان مسألة تفعيل الاتحاد المغاربي و استخدام الحدود التي تتمتع بها هذه الدول مجتمعة يعني ببساطة سوقا كبيرة و فضاء تعليميا مفتوحا و اقتصاديا و صحيا مفتوحا اما المواطن المغاربي , الذي ستتاح له فرصة الخروج من المحاظر الشنقيطية و الجامعات التونسية و المغربية و فرصة التجربة في المعامل الجزائرية و الليبية ,كما ستسمح مغاربية الهوية بتوجيه تصنيع المنتجات السمكية الموريتانية الى تونس المجاورة و توريد المنتوجات المغربية الى موريتانيا و حل الازمة النفطية في المنطقة ما بين ليبيا و الجزائر القادرة على توفير المحروقات ايضا .
إن المسألة المغاربية في جوانبها المختلفة و تعقيداتها التي طالما تم السعي الى اظهارها على السطح, قابلة للتحقق اكثر من أي تجمع اقليمي اخر بسبب عوامل اللغة و الدين و الحدود السياسية و الاجتماعية التي تتشابك اكثر من غيرها , و كذا الحاجة التنموية الملحة التي لا تقوم إلا على تبادل الخبرات بين الجيران و التفاعل من اجل توحيد وجهة النظر من عديد القضايا التي تمس العمق السيادي و الامني لهذه المنطقة التي باتت مهددة بالتشرذم على وقع الصراعات القريبة و تصدير الازمة الذي بدأت مظاهرها في ليبيا و العجز الأممي عن حل قضية الصحراء الغربية التي تؤكد التجارب ان حلها داخليا بين الدول الخمس . هذا مع تدافع اللاعبين الجدد الى الساحة المغاربية خاصة في الخاصرة الجنوبية (افريقيا جنوب الصحراء ). وعوامل بدأ الواقع يفرزها يوما بعد يوم .
#المغاربية_هي_الحل
https://bembary.blogspot.com/ أظهر الكل ..
---
منذ دخل السباق الرئاسي الأمريكي مرحلته الأخيرة وتم اقتصار الصراع البيضاوي بين هيلاري كلينتون و دونالد ترامب (الآنجلوسكسونيين الأبيضي البشرة ), حتى ظهر الحنق الشعبي من موافق رجل المال الذي لا يتردد أي أمريكي بوصفه بالمثير للجدل وخاصة في مواقفه من المهاجرين و المسلمين , خاصة حين أهان أسرة جندي أمريكي مسلم , مما دفع إحدى أقوى اللو ... (لو مر الغرب و خاصة أوروبا و أمريكا بما مرت به المنطقة العربية من أزمات لكان أكثر قبلية من الدول العربية بما فيها اليمن وموريتانيا ) د . محمد بدي ولد أبنو
---
منذ دخل السباق الرئاسي الأمريكي مرحلته الأخيرة وتم اقتصار الصراع البيضاوي بين هيلاري كلينتون و دونالد ترامب (الآنجلوسكسونيين الأبيضي البشرة ), حتى ظهر الحنق الشعبي من موافق رجل المال الذي لا يتردد أي أمريكي بوصفه بالمثير للجدل وخاصة في مواقفه من المهاجرين و المسلمين , خاصة حين أهان أسرة جندي أمريكي مسلم , مما دفع إحدى أقوى اللوبيات الأمريكية إلى التحرك ضد ترامب (لجنة المحاربين القدماء ) ,هذا إضافة إلى الانقسام داخل الحزب الجمهوري الراعي و لن قول الداعم لترامب . ما اعتُقِد انه سيفيُض كأس رجل المال عديم الخبرة السياسية ,كانت تتمتع به المرشحة الديمقراطية كلينتون فهي من الذين عاشوا طويلا في البيت الأبيض (كسيدة أولى و كوزيرة للخارجية ) وهو ما يعطيها خبرة طويلة بخبايا السياسة الأمريكية الداخلية و الخارجية هذا مع وضعها الشعبي الذي أظهرت استطلاعات الرأي و الإعلام العالمي تقدمه بفارق مريح وصل في أسوء الأحوال إلى فارق نقطة مع المرشح الذي بدا منبوذا من حزبه و حتى من الشعب الأمريكي خاصة مع ظهور ملفات كعلاقته المشبوهة بروسيا و عدائه للنساء ولكن كيف انقلبت معايير أمريكا التي حاولت التسويق لها ( الانفتاح المساواة الحرية و عمى الألوان (الأعراق و الأديان و النوع )) و كيف تلاعب الشعب الأمريكي باستطلاعات الرأي و حول مراكز و مجلات عالمية تنبأت بفوز كلينتون إلى مادة للسخرية و التهكم الإعلامي .
الدولة العميقة تريد ... وليس الشعب
اظهر الجهاز اللوبي في الولاية المتحدة رغبة كبيرة في أن تصل كلينتون السلطة هذا مع الإشارة إلى أن اليهود تصالحوا مع اترامب بعد سقطته الأولى و عودته للاعتذار و أن ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلا أن الزوائد التي تتحكم في البيت الأبيض ومن سيدخله كانت ترى في كلينتون خيارا أكثر نعومة وقبولا و لذلك شهدنا هذه اللوبيات تطلق إعلامها و مراكزها في وجه ترامب الذي استطاع الصمود ماليا بالرغم من الإحباط الذي أصاب حملته مما دفع رئيس الحلمة مانوفورم للاستقالة , كانت المؤسسات الدولاتية في أمريكا متخوفة من وصول ترامب للمكتب البيضاوي خاصة مع نواياه المكشوفة عسكريا و قلة خبرته و اهتمامه بالسياسية الخارجية التي تمثل الاستثمار الأكبر لأمريكا التي نعرفها الآن .
إلا أن المواطنين الأمريكيين كانوا أكثر نفعية _(قبلية على الطريقة الغربية و ليست لغة ميكيافلي)_ من مما تقوده إليهم أجهزتم الرسمية ليخذلوا العالم قبل السلطات الأمريكية بتصويتهم بكثافة لترامب الذي سحق الرئيسة التي انتخبتها استطلاعات الرأي بما يقارب 278 صوتا في المجمع الانتخابي و هو ما يعني أن الشعب الأمريكي قد مل من رسم ابتسامة استقبال المهاجرين و حتمية التعايش مع الأغراب (بما فيهم السكان الأصليون ) و مل هجمات المهاجرين , انتهي عصر السياسي التقليدي و وعود ريادة العالم الحر و أن العالم الحر لم يكن موجودا أصلا و الآن زالت الفقاعة و انقشعت الخديعة الكبرى للساسة الخارجية الأمريكية و سقطت أمريكا سقطتها الثالثة بعد سجن غوانتنامو و حرب العراق ثم انتخاب اترامب , الذي يرسل رسالة واضحة مفادها إن الشعب الأمريكي هو أيضا عنصري هو أيضا يكره المهاجرين هو أيضا غير منفتح وبحاجة إلى مشاريع لمكافحة التطرف ... من علامات العالم ثالثية كحالة يعيشها الشرق الأوسط وإفريقيا و أجزاء من آسيا و بانتخاب ترامب فان هذا الشعب إنما يعبر عن ذاته بديمقراطية فهل حصلت أمريكا على الرئيس الذي ينا سبها لتكون صريحة مع نفسها و العالم أنها دولة ذات تقاليد و ضمير عنصري تستدعيه إذا استدعت الحاجة (لا امرأة تحكم أمريكا و يجب أن يبقى الرئيس انجلوسكسونيا حتى ولو كان دونالد ترامب و أوباما هو حالة منفردة وليست قياس ) .
هل تعيش أمريكا مرحلة الأنماذج
اعتقد البعض أن نجاح كلينتون سيكون امتدادا لنجاح أوباما كأول رئيس اسود لأمريكا و أن كلينتون كان الهدف من ترشيحها كما هو حال أوباما عكس صورة عن أمريكا ما قبل ترامب (أمريكا الحرية والمساواة ) و خلق حالة تعاقب الأنماذج فبعد أول رئيس اسود تصل أول امرأة (...) لتبدأ موجة جديدة في ما كان يوصف بالحلم الأمريكي , و لكن مسالة النوع و ما وجه كثيرا كانتقاد إلى المسلمين خاصة و العرب , في إهدار الحقوق السيادية للمرأة (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ) [حديث شريف رواه البخاري و النسائي في سننه ] ,ظهر أن الشعب الأمريكي غير بعيد تماما عن هذه الرؤية و إن ما يوصف بالتخلف ليس ظاهرة [عالم ثالثية] فقط , ومع الحراك الذي شهده الشارع الأمريكي ضد نجاح ترامب فان نسب إلغاء النتائج أو إعادة الانتخابات أو حتى الفرز معدومة تماما خاصة مع تحديد الفئة المصوتة لترامب (البيض, البروستات , الانجلوسكسون ) هذه الطبقات ليست سكان مدن بالأساس , إلا أن تأثيرها قوي جدا وقاعدتها عريضة . بالتالي ما يوصف إعلاميا (بالترامبية كحالة سياسية )ما هي إلا حالة الشعوب الغربية التي ضاقت ذرعا بسياسة الأبواب المشرعة ولنا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اكبر دليل على هذه الحالة التي وصلها الفضاء الحرياتي في الغرب المنفتح كما تظهر أمثلة ذلك كـ(بغيدا و النازيون الجدد في ألمانيا . وغيرها من الحركات الراديكالية التي بدأت تنتشر في الغرب ...) التي كان الهدف منها تصدير الأنماذج الغربية إلى دول المفشلة تنمويا بالرغم من قوت مواردها الأولية .
و امتدادا لما قال الدكتور ولد أبنو فان مسالة التحول التام التي كنا نعتقد أن الغرب وصل إليها ليست إلا صورة مشوهة أريد للعالم الفاشل تنمويا أن يقتنع بها كي يشعر بالتخلف ولا يعي أن المسالة هي مجرد اختلاف في كيفية إدارة الفضاء العمومي و من يملك السلطة لذلك . أظهر الكل ..
تمثل التحولات السياسية في إفريقيا مرحلة ما بعد الأزمة و هو ما يدفع إلى التدخلات العسكرية كملمح مميز للممارسات السياسية في الدول الإفريقية "الانقلابات (الديمقراطية البديلة أو الممكنة)" التي لا تستثنى منها أي دولة في القارة تقريبا . إلا أن هذه الأنظمة التي تركب موجة الأزمة لصنع التغيير -بالرغم من كونه تجاوزا للأحكام الدستورية للبلد - سريعا ما تبدأ هي ذاتها في استغلال أو صنع الأزمات من أجل البقاء أطول وقت ممكن مت ... "الأفكار السياسية لا تكون لها قيمة عندما و حيثما لا توجد ممارسة سياسة حكيمة ..."
تمثل التحولات السياسية في إفريقيا مرحلة ما بعد الأزمة و هو ما يدفع إلى التدخلات العسكرية كملمح مميز للممارسات السياسية في الدول الإفريقية "الانقلابات (الديمقراطية البديلة أو الممكنة)" التي لا تستثنى منها أي دولة في القارة تقريبا . إلا أن هذه الأنظمة التي تركب موجة الأزمة لصنع التغيير -بالرغم من كونه تجاوزا للأحكام الدستورية للبلد - سريعا ما تبدأ هي ذاتها في استغلال أو صنع الأزمات من أجل البقاء أطول وقت ممكن متجاهلة الوعود الانتقالية التي صممت على أساسها و صولها لسدة الحكم .
يقال "نظر بشكل عالمي و تصرف بشكل محلي "
كما تركب هذه الأنظمة موجة الحراك الشعبي أو التململ من سياسات الحكومات القائمة و ما يخلفه ذلك من دينامية على الساحة الاجتماعية والسياسية و حتى الاقتصادية "كضمان للاستقرار" و الحريات فان الأنظمة الجديدة تعود للبس عباءة نفس الأزمات و تحميل تلك السابقة الوضعية "أطول وقت ممكن". إلا أنها و بالرغم من دخولها الواعي على وقع وضع متأزم على أصعد عدة فان فعلها السياسي يبقى محكوم بنوع من الأنا الأوسط بين الشعب كمصدر"ثانوي" للشرعية المحلية و متطلبات الهيئات الدولية في بحثها عن الشرعية العالمية . و ما يعنيه الحصول على هذه الأخيرة من مصادر التمويل "قروض – معونات...".
يقال: "إذا سقطت فأسقط على ظهرك كي تستطيع الوقوف ".
لم تنجح سياسة الدخول من باب الأزمة في إسعاف أنظمة ما بعد الانقلاب في الخروج الممنهج و المناسب و حصولها على القبول المحلي و العالمي . فبالرغم من وصف المرحلة بالانتقالية فانه من أساسيات الانتقال التحرك في أحد الاتجاهين و إن كان المصطلح اقرب إلى التحرك الايجابي فان هذه الأنظمة لا تتحرك لأنها تصمم نظام الحكم من نفس المؤسسة التي خرجت منها وفق نظام براغماتي "ما يوصف بزواج السلطة و المال أو السلطة و القوة الناعمة (الإعلام) " .
مع نهاية المرحلة الانتقالية تصبح هذه الأنظمة في مواجهة مباشرة مع واقعها السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي ... و هو ما يجعلها مضطرة للعودة إلى أساليب سابقتها كاستغلال رجال الأعمال المحسوبين عليها و تحريك قواعدها المبرمجة مسبقا للتحريك عند الحاجة " المنظمات المدنية الأفقية (الأحزاب و النقابات ...)". وبالتالي الاتجاه المباشر لافتعال الأزمة لإسكات التذمر الشعبي إلا أن عملية خلق وسائل الاستمرار هذه هي الطريق المباشر لإعادة إنتاج المرحلة السابقة و بالتالي تهيئ الأوضاع لتحول عنيف إما عسكري أو شعبي (كحالة الربيع العربي) الذي اثبت أن النظام القائم مستعد لمحاربة الشعب لإبقاء شخص بعينه , كما أكد أيضا أن الانقلاب يجب أن تكون سبيل التحول السياسي الوحيد في إفريقيا وشبيهاتها .
تجربة القارة الإفريقية تقول إن مجيء هذه الأنظمة ليس لحل أزمات شعبية محلية و إنما هو مصلحة يراها الحكام الجدد ساهم في تحققها تشكل ظروف على مستويات عدة و نتاج وضع متدني تعيشه الدولة على مستويات مختلفة . فالانقلابات في القارة تحدث دون تحديد أي إستراتيجية للخروج بالبلاد من واقعها . هو ما يجعل عملية التنمية عملية مزاجية لا تعكس أي مستوى من العمل الجاد لإيجاد تنمية مجتمعية و خلق مرحلة انتقالية (مباركة) ببناء مؤسسات تكنوقراطية تلبي حاجة مجتمعات القارة و ليس مجرد شرعية نخبوية نفعية تحكم المصالح الشخصية أكثر من المصالح العامة .
قد يبد فعلا أن هذه الأنظمة تمارس ديمقراطية في حدود الممكن قياسا بالإمكانات الاقتصادية والبشرية و الاجتماعية .ولكن لماذا لم يكن الأولى وضع استراتيجيات تجاوز وضعية الأنظمة الفاشلة بدل عمليات التحول السياسي العنيف المنتجة للتخلف؟. أظهر الكل ..
بدا الجو هادئا كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا , بالنسبة له لم يعني ذلك إلا اخذ جولة صباحية من (ابيقوج) مع أقرانه و أشقائه ريثما يجهز اللبن (اتمتخظ الشكوة). ليأخذ نصيبه هو الأول كالعادة و يسارع الخطى لأخذ جولة أخرى قبل البحث عن ما يؤكل في اقرب منازل خالاته الثلاثة , الئي يضربن خيامهن حول خيمة الأسرة الكبيرة في مشهد اعتيادي طوال فصل الشتاء في بادية لعصابة .
فجأة كسر صمت اللحظة و إن بدا الأمر طبيعيا فأينما وجد محند أمبارك و جدت المشاكل و المناوشات, إلا أن الأمر أصبح جديا ... إسلم عربيه ....
بدا الجو هادئا كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا , بالنسبة له لم يعني ذلك إلا اخذ جولة صباحية من (ابيقوج) مع أقرانه و أشقائه ريثما يجهز اللبن (اتمتخظ الشكوة). ليأخذ نصيبه هو الأول كالعادة و يسارع الخطى لأخذ جولة أخرى قبل البحث عن ما يؤكل في اقرب منازل خالاته الثلاثة , الئي يضربن خيامهن حول خيمة الأسرة الكبيرة في مشهد اعتيادي طوال فصل الشتاء في بادية لعصابة .
فجأة كسر صمت اللحظة و إن بدا الأمر طبيعيا فأينما وجد محند أمبارك و جدت المشاكل و المناوشات, إلا أن الأمر أصبح جديا بعد ارتفاع صوت البعير في الأرجاء عندها عرف الجميع ان حدثا جديدا هو ما يثير الجلبة . فمعروف ما من احد يملك بعيرا من في أدبياي فكيف بأسر أهل اعيمر المنعزلة .
ارتفعت صرخات اسلم عربيه شيئا فشيئا, لحظات و يصل محند امبار أمه امباركة تصرخ فيه قائلة ألم قل لك ان تترك اخاك و حاله , فأجاب بنفس متقطع انه رجل ابيض لديه جمل يريد الذهاب باسلم عربيه .
لم تنتظر اخت امباركة الطفل يلتقط انفاسه .هيا معي كيف يحدث شيء كهذا انه مجرد طفل , و ما كادت الخالة تصل حتى لحقت بها اختها امباركة . فاذا باسلم عربيه ممسوك من ذراعه عينيه تستجديان النجدة تدوران بانكسار من وجة لاخرى بحثا عن من يفك اسره و كانه عارف بالقادم.
قالت الام في برود اعصاب مقاطعة غضب اختها , اتركيه له انه محمد محمود و لد الشيخ محمد عبد الله. و الله لو ارادني انا لذهب معه خذ يا سيدي سلم عربيه معك و اعده لنا في الصيف حتى يحمل لكم بعض ما يجود به الله من الحقل , فانتم اهلنا و تاج رؤوسنا .
بعدها و كان الطفل عرف كل شيء فجاة توقفت الدموع عن الانهمار من عينه و استسلمت ذراعاه الصغيرتين لقبضة صاحب الجمل و بدى مودعا الى ما لا نهاية
استسلم اسلم عربيه للواقع ،ثم اضافت والدته،أ لن تتغدى معنى ،اضاف صاحب الجمل باقتضاب،لا نحن مستعجلون حاولت خالته جمع ما تيسر من ثياب على ندرتها .فتكلم صاحب الجمل للمرة الثانية فقط منذ وصوله ليس هناك داعي نحن مستعجلون .
انطلقت الرحلة الى الشرق من ولاية لعصابة مترامية الاطراف ، بعد يومي سفر تراءت مضارب لفريك لاسلم عربيه ولكن لم يبد مهتما لانهم تجاوزوا من لحظات خالته و هي ترعى الغنم و بالرغم من قلة معرفته لها الا ان الشبه بينها و امه حرك فيه مشاعر الامان نسبيا .
توقف الجمل دون الخيام واضاف صاحبه لنقل هنا يا بني ثم ندخل في المساء ، و قتها كانت خالة اسلم عربيه وصلت اكثر من نصف المسافة الى عائدة الى والدة اسلم عربيه لانها عرفت الحقيقة قبل ذلك بايام وصلت الخالة لفريك و قد عادت الحياة الى طبيعتها و كان اسلم لم يغادر او غادر مع ملك معصوم .
خالة اسلم عربيه لم تنطق الا جملة واحدة لقد بيع اسلم عربيه بصوت خافت قطعه التعب ، لتكسر صرخة امباركة الاجواء منادية الجميع لقد باع فلان ولدي لقد باع ولدي.... بدى الكل مصدوما وان تمسكوا بجملة "نحن ا عربناذاك ماي اعدلو" .انطلق الباحثون عن اسلم عربيه الى اليوم .
توفيت امه بعد فترة و ما زال اخوه يحافظ له على نصيبه من التركة الى اليوم بعد مرور سبعين حولا، و لم يعرفوا عنه الا انه وصل اراضي الصحراء الغربية قبل سنة تقريبا .
ومع ذلك التغربة مستمرة لعائلة اسلم عربيه اخواته و اخوه و ابناؤهم لديهم ذلك الشعور انه سعود ومع ذلك فطفل انتزع من حضن اهله يستحيل ان يعود . أظهر الكل ..
و تطرح بشكل عام أمام الديمقراطية مجموعة من الأزمات يجعلنا نسمي ما يمارس في العالم الفاشل تنمويا بالديمقراطية المأزومة أو المرتبكة و يمكن تصنيف بعض هذه المشاكل في:
الأنظمة الوقفية : يعد هذا المفهوم من المفاهيم المحورية في نظرية فوكوياما , في ما يخص نمط الحكم في (العالم الثالث ) و هذه الأنظمة التي تسعى إلى الاستمرار في الحكم هي بالضرورة لا تسعى إلى إقامة ديمقراطية حقيقية بل إلى فرض وجودها من خلال وقف الحكم على نفسها و خلق وسائل استمرارها هي , و مما يضاف إلى ما قاله فوكوياما إن هذه الأنظمة أيضا يمكن تسميتها بأنظمة الأزمة حيث لا تعيش إلا على وقع أزمة معينة بل و تسعى إلى خلق الأزمات من خلا ل ( التأزيم المفتعل ) "التعليم أزمة بحاجة إلى عشر سنوات و الفقر أزمة و التوعية أزمة .... الخ , في حين ترفض هذه الأنظمة أي نوع من الاستراتيجيات و لا تسعى إلى خلق استراتيجيات شاملة للتنمية و إنما إلى أفعال فردية و مرتبكة كون هذا النوع من الأنظمة وسيلة بقائه الوحيدة هي وجود أزمة تجعل من الديمقراطية مطلبا بعيد المنال و غير مطروح للنقاش أو الطلب.
التركيبة الاجتماعية : وكما أن الديمقراطية هي فعل الأفراد الحر و المتجرد من التبعيات الاجتماعية و الثقافية فان دول العالم الثالث مازالت محكومة بنظام السلطة و المخزن و القبيلة الدولة التي تمارس ضغطها على أفرادها من اجل التبعية لها و بالتالي فان الدول في هذا النوع من الدول لا تتواصل مع الأفراد و إنما مع الزعامات القبلية التي تمارس على أفرادها ما يسميه دوركايم القهر الاجتماعي و مخافة الانتحار الاجتماعي يصبح الأفراد مجبرون على التنازل عن رغباتهم الفردية من اجل على المخيال الجمعي و هو ما يعد تجاوزا لنظرية الديمقراطية و بناء نظام مناف (مثلت الرؤوس :النظام _ القبيلة _ المصلحة (القرعة)) يصح تسميته [ بالتريبوقراطية ], التي تقوم على هذا الثالوث القاتل لأي مبدأ ديمقراطي و متنافر معه .
الفشل في التنمية : إن الديمقراطية كمنتج بيروقراطي لا تقوى أو تتعزز إلا في البيئات المترفة تنمويا وعلى عدة صعد (الاقتصادي و الاجتماعي و التربوي ... الخ ) هذا مع ما تحدثه هذه العوامل من تأثير في الوعي الفردي و الجمعوي , كما أن هذا الفشل في التنمية يؤثر أيضا على مسيرة الحكومة نفسها من خلال التخبط الاستراتيجي و الانتقال من إستراتيجية إلى أخرى دون التقيد بأي آجال محددة و هو ما يطعن أولا في الوقت الذي ينوى النظام بقاءه , خاصة ان اكبر ثابت في الديمقراطية هي الآجال الانتخابية التي باتت اقصر مع ما يسمى بالديمقراطية التشاركية , وهو ما يعني أن الآجال الديمقراطية تقاس بمدى الانجاز الذي يحققه النظم الحاكم , في ينعدم الانجاز التنموي في العالم الثالث بشكل كبير فان الأنظمة تدفع إلى التمديد بعد المديد لنفسها و هو ما يدفع بالديمقراطية إلى التلاشي شيئا فشيئا مع كل تراكم في الفشل التنموي .
الفئات الفقيرة : درج التعارف السياسي على تسمية هذه الفئات بحزب الكنبة , أو الأغلبية الصامتة ,إلا أن تعدد المناسبات الانتخابية في دول ما بعد الاستقلال و نظيرتها , دفع بممتهني السمسرة السياسية إلى استغلال هذه الفئات وهو ما أعطاها نوعا من الخبرة المشوه حول المشهد السياسي و الحق الانتخابي فبات بطاقة الناخب مقابل مبلغ مالي مهما كان قدره لان التصويت بضمير غير قابل للطبخ ولكن تلك الدراهم مهما كان حجمها , ففوائدها أكثر(في الوقت الراهن ,الذي يعرف انه هو رهان الفقير ) و هو ما خلق ثقافة سوء تقدير قيمة الصوت و إن كانت التيارات الإسلامية نجحت في الحد من هذه الظاهرة إلا أن الاتجار بالأصوات اليوم بات من أكثر وسائل التزوير رواجا خاصة بعد تطور تقنيات التصويت من وجود كاميرات والأكياس الشفافة و غير ذلك من اللوجستيك المتطور في العملية الانتخابية , وهو ما يجعل من الفقراء احد العوائق الكبيرة في وجه العملية الديمقراطية , خاصة مع وجود تيارات تذهب بعيدا بالقول انه من غير اللائق وضع مصير العالم بين مجموعة من الأميين و الفقراء و من على شاكلتهم لتقرير من يحكم (إن كانت هذه النظرية متطرفة و إقصائية جدا إلا أنها تحمل مستوى معين من الصدقية في جانب ضرورة إيجاد أنظمة تعمل على الحد من الفقر و تحريك التنمية ).
غياب التراكم : من اكبر الأزمات التي تعاني منها الدول الفاشلة تنمويا بل ربما يكون احد عوامل الفشل هو البداية من الصفر في كل نقطة أو تحول تشهده هذه الدول فهي تقوم على قاعدة أن تلعن كل امة أختها التي جاءت قبلها , و أن يشرح كل نظام فشله بمخلفات الأنظمة التي سبقته و كأنه لم ينتخب أو لم يأتي عنوة ...من اجل التغيير و تحريك عربة التنمية.
إن ما يقول به العديد من علماء الآثروبولوجيا حول كون الشعوب البداية هي مجرد شعوب مختلفة وليست متخلفة , فانه على الدول خاصة في إفريقيا أن تعي مستوى الاختلاف هذا للتوقف عن استنساخ استراتيجيات هي ناجعة ولكن في أوساط مختلفة تماما و هو ما يفرض أن تكون عمليات البناء على أي مستوى سياسي أو تنموي من الداخل نابعة من المجتمع نفسه وليست قصص نجاح في دول أخرى لن تناسب جميع العالم بالضرورة .
الشيخ الحسن البمباري أظهر الكل ..
هذا دون نسيان ان الخلافة و ما يتعلق بها بشكل مباشر ليس لها دليل مباشر في الكتاب,
فهل اسهم كتاب التاريخ المسلمون المتحيزون في خلق ظاهرة خلافة البغدادي ؟
ما هي مبررات السعي الى خلافة اسلامية في وقت اصبح المجتمع في الفضاء الاسلامي اكثر انفتاحا على الاخر هل سيدفع يهود تونس و المغرب و مسيحيو مصر ولبنان .... الفدية و هم مواطنون ام المواطنة ستعود الى الرعية ؟ أظهر الكل ..