في إجابة على سؤال ما أفظل الكتب التي قرأتها وقد تنصح بها) .. ورغم أن الإجابة ستختلف حسب المجال (مع الإشارة أن هذه الإقتراحات نابعة فقط من تجربة شخصية ووليدة اللحظة بحسب ما سمحت به ذاكرتي الضعيفة) :
أفضل كتاب أدبي عام (رغم أنه يحوي صبغة علمية) : einstein's dreams
أفضل رواية : زوربا : zorba the greek.. (مع إشارة الى روايات ديوستوفسكي أيضا)
أفضل كتاب علمي (بصبغة من علم النفس و neuroscience) : stumbling on happiness
أفضل كتاب علمي مبسط : الكون في قشرة جوز
أفضل ك ...
في إجابة على سؤال ما أفظل الكتب التي قرأتها وقد تنصح بها) .. ورغم أن الإجابة ستختلف حسب المجال (مع الإشارة أن هذه الإقتراحات نابعة فقط من تجربة شخصية ووليدة اللحظة بحسب ما سمحت به ذاكرتي الضعيفة) :
أفضل كتاب أدبي عام (رغم أنه يحوي صبغة علمية) : einstein's dreams
أفضل رواية : زوربا : zorba the greek.. (مع إشارة الى روايات ديوستوفسكي أيضا)
أفضل كتاب علمي (بصبغة من علم النفس و neuroscience) : stumbling on happiness
أفضل كتاب علمي مبسط : الكون في قشرة جوز
أفضل كتاب في معرفة الذات : Thinking, fast and slow
أفضل كتاب في علم النفس : علم النفس التطوري لدافيد باس .. (مع إشارة إلى علم النفس الاجتماعي)
أفضل كتاب في الفلسفة : on the genealogy of the morality (جينيالوجيا الأخلاق) لنيتشه
ثاني أفضل كتاب فلسفي : The World as Will and Representation لشوبنهاور
أفضل كتاب فلسفي (بصبغة أدبية) : هكذا تكلم زرادشت لنيتشه
أفضل كتاب فلسفي في الإبستيمولوجيا : معضلات الفلسفة لبرتراند راسل
أفضل كتاب للمبتدئين في الفلسفة : قصة الفلسفة لويل ديورانت (رواية عالم صوفي أيضا كمدخل جد مبسط إلى الفلسفة)
أفضل كتاب أدبي/فلسفي/تشاؤمي/سوداوي في فن الشذرات : المياه كلها بلون الغرق لإيميل سيوران
أفضل كتاب في القصة القصيرة : ديوان السندباد لأحمد بوزفور
أفضل كتاب في فهم ميكانزمات التعامل مع العالم : the forty eight laws of power (بالإضافة الى كتاب : the laws of humain nature لنفس الكاتب)
أفضل ديوان عربي : لماذا تركت الحصان وحيدا لمحمود درويش
أفضل كتاب في فهم قوانين الإحتمالات الحياتية والتعامل معها : Antifragility لنسيم طالب (مع إشارة الى كتب : the black swan و fooled by randomness لنفس المؤلف)
حسنا هذا كل ما تذكرته الآن..
أظهر الكل ..عن خيبة الحَبّة، أتحدث .. تلك التى أرادت أن تصير حقلا .. عن عمال المعامل الذين ودوا وهم أطفال أن يكونوا مهندسين وأطباء، وربابنة للطائرات..عن زهر الربيع على أعتاب الصيف أتحدث.. عن الطحالب على أسنان الغريق الذي لم تقبل به أي من أرض الله، وحدها أعماق البحر وهبته ضمتها الأبدية .. عن دمعة الأم التي تودع إبنا راحلا، لا يجيد السباحة، إلى الضفة الأخرى.. عن غصة أب يضم طفله كآخر المراسيم، عن نظرته إليه وهو يجترح خطواً متثاقلاً نحو الباب .. لا يريده أن يرحل..
الحافلة التي مرت للتو كانت ممتلئة عن ...
عن خيبة الحَبّة، أتحدث .. تلك التى أرادت أن تصير حقلا .. عن عمال المعامل الذين ودوا وهم أطفال أن يكونوا مهندسين وأطباء، وربابنة للطائرات..عن زهر الربيع على أعتاب الصيف أتحدث.. عن الطحالب على أسنان الغريق الذي لم تقبل به أي من أرض الله، وحدها أعماق البحر وهبته ضمتها الأبدية .. عن دمعة الأم التي تودع إبنا راحلا، لا يجيد السباحة، إلى الضفة الأخرى.. عن غصة أب يضم طفله كآخر المراسيم، عن نظرته إليه وهو يجترح خطواً متثاقلاً نحو الباب .. لا يريده أن يرحل..
الحافلة التي مرت للتو كانت ممتلئة عن آخرها.. جل السحنات سمراء وسوداء.. جل اللغات شرقية أو قادمة من أعماق ما جنوب الصحراء.. الساعة تشير إلى الثانية زوالا، أنا متأخر كالعادة، دون أية رغبة في الإلتحاق بعالم من المجانين، مجازاً وحقيقةً أيضا ..
لابد لهذه "الرمانة أن تنفجر"، قلت لنفسي بينما أرتشف قهوتي "المابعد" الزوالية ببطئ آملا في الإستيقاظ من أجل ظهيرة أخرى ثم مساء من الجري اللاينتهي في الأنفاق، خلف القطارات والحافلات ..
ماذا أفعل هنا؟ أمن أجل هذا كان كل ذاك؟ ..
تمر الحافلات والقطارات الكئيبة الواحدة تلو الأخرى دون أن تكتفي من المسافرين، الراكضين على عجل في كل الإتجاهات.. تسألني سائحة بملامح آسيوية عن القطار المؤدي الى "ديزني لاند"، أدلها بلطف ثم أنحني لتصفح المقالات على هاتفي : "العدمية بين نيتشه وشوبنهاور" .. تباًّ، وما شأني أنا؟ ، لكني أكمل القراءة فقط من أجل أن أنسى.. أن أنسى نفسي وكل الخوانين حولي .. ثم هذا العالم المتعفن الذي وضعتني فيه ذات مساء مشؤوم، تحت قوس الدفاع الكبير.. كنت أحمقاً، لا زلت أحمقاً بالتأكيد ..
أَنظُر إلى ألبوم الصور، فأبتسم، وتسري في عروقي لوثة الحياة مرة أخرى : على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. على هذه الأرض قمري الصغير ونجمتان لازالتا ساطعتين بنور الحب الخالص، اللامشروط، اللاينتهي ..
لا أحد يمسك ظله، لا أحد يقفز فوق ظله .. أقف على حافة العالم وأهذي : ما الحب، ما الخيانة، ما الخيبة ؟ .. لا أدري ..
الزمن يسير بثبات، في اتجاه واحد ..ثم لا شيء يعود إلى الوراء، باستثناء الذكرى والحنين .. الحنين إلى ماض من خبز الطمأنينة، المحلى بالحب الحقيقي..
ها أنت تقف الآن، على نفس القنطرة، تحت نفس السماء .. لكن كل شيء تغير.. لا شيء يشبه شيئا مما مضى.. مياه، مياه، مياه.. تجري بلا توقف تحت الجسر .. والجسر كما هو، لا يتزحح عن مكانه أبدا .. أنغام رقصة زوربا تتردد في خاطرك.. ماذا لو تخلينا عن كل هذا ؟ ماذا لو أرحنا أنفسنا ما هذا السفر الطويل، سفر التعب اللاينتهي ؟ .. ماذا لو وضعنا عنا تلك الأثقال التي قصمت ظهرنا طويلا .. ما الذي يمكن أن يحدث أسوأ مما حدث بالفعل !؟ .. وحتى إن كان فعلا أسوأ من كل ماسبق، أليس من الأفضل أن نستثمر ما تبقى لنا من أيام معدودات في النسيان!؟ نسيان كل الحثالات التي فتحنا لها بابنا وقلوبنا ذات يوم!؟.. من أجل الحياة مرة أخرى، ولو للحظة .. قبل أن تحكم النواميس بكلمتها الأخيرة ..
كنت أحمقاً، لا زلت أحمقاً.. بالتأكيد ..
أظهر الكل ..في عالم الأعمال من الأفضل أن تبدأ بفكرة جيدة، لكن الفكرة في الحقيقة لاتهم كثيرا، وكلما طال عمر الشركة كلما تضاءل تأثير الفكرة الأولى وتعاظمت أهمية العمل المبذول على أرض الواقع وانسجام وتكامل وأهلية أفراد الفريق، وقدرتهم على التكيف مع متطلبات السوق واحتياجات العملاء .. نفس الشيء ينطبق على مؤسسة الزواج، من الجيد أن يبدأ بالحب وكيميائه السحرية، لكن كلما طال أمد المؤسسة كلما خبت تلك الكيمياء بشكل طبيعي وتعاظمت أهمية الجهد المبذول من الطرفين للحفاظ على استمرارية المؤسسة وزادت أهمية القدرة على التو ...
في عالم الأعمال من الأفضل أن تبدأ بفكرة جيدة، لكن الفكرة في الحقيقة لاتهم كثيرا، وكلما طال عمر الشركة كلما تضاءل تأثير الفكرة الأولى وتعاظمت أهمية العمل المبذول على أرض الواقع وانسجام وتكامل وأهلية أفراد الفريق، وقدرتهم على التكيف مع متطلبات السوق واحتياجات العملاء .. نفس الشيء ينطبق على مؤسسة الزواج، من الجيد أن يبدأ بالحب وكيميائه السحرية، لكن كلما طال أمد المؤسسة كلما خبت تلك الكيمياء بشكل طبيعي وتعاظمت أهمية الجهد المبذول من الطرفين للحفاظ على استمرارية المؤسسة وزادت أهمية القدرة على التواصل و أهمية مساحات التكامل والإنسجام، أو بتعبير آخر، كلما خبت الكيمياء كلما كانت الحاجة أكبر إلى الصداقة .. وفي علاقات الصداقة أنت تصادق من تستمتع برفقته، من تتقاسم معه عددا من الإهتمامات أو الرؤى العامة، من ينصت إليك حقا، من تنصت إليه، من يستطيع أن يفهمك وتتواصل معه دون جهد جهيد وأطنان من الشروحات، من لاتحتاج برفقته لارتداء أي قناع بحيث تكون فعلاً على طبيعتك.
في بداية العلاقات يكون لدى سحر كيمياء الحب وهرموناته القدرة على كسر الحواجز التي تصنعها الإختلافات واللاتناغم، لكن مع مرور الوقت وانحسار السحر تطفوا تلك الاختلافات الذاتية والموضوعية الى السطح .
كخلاصة، أعتقد أن على الانسان، ولكي يستطيع الجواب على السؤال المطروح في العنوان، أن يحاول ما أمكن تنحية أثر الكيمياء والتخلص من المغالطات والإنحيازات المعرفية التي تولدها فينا، ثم بدَلَ أن يسأل نفسه إن كان ذلك الشخص يصلح أن يكون شريك الحياة أن يسأل نفسه عوضا عن ذلك إن كان ذلك الشخص يمكن أن يكون صديق العمر ..
أظهر الكل ..عدماً كنتَ، ثم صرت شيئاً، ثم صرتَ أنت .. بغير تدخل منك .. كيف جئتَ ؟
تبكي، فيأتونك بالعيد والقُبل .. تضحك فيردونها لك بأحسن منها .. ما أجملك!..
تنتهي الحفلة شيئا فشيئا بينما تكتشف العالم والأشياء حولك، كنت سعيدا بذلك .. لم تكن تدري شيئاً..
تدخل إلى الصف، فتصيرا آلة للحفظ، وجها للصفع، لَبِنةً أخرى في الجدار ..
تدخل مرة أخرى إلى الصف .. - ماذا يعمل أبوك ؟ - عالم .. وماذا تريد أن تصير؟ - عالماً مثله! .. يضحك..
تصعد إلى المنصة بقبعتك المذيلة، فخورا، يصفقون لك، تب ...
عدماً كنتَ، ثم صرت شيئاً، ثم صرتَ أنت .. بغير تدخل منك .. كيف جئتَ ؟
تبكي، فيأتونك بالعيد والقُبل .. تضحك فيردونها لك بأحسن منها .. ما أجملك!..
تنتهي الحفلة شيئا فشيئا بينما تكتشف العالم والأشياء حولك، كنت سعيدا بذلك .. لم تكن تدري شيئاً..
تدخل إلى الصف، فتصيرا آلة للحفظ، وجها للصفع، لَبِنةً أخرى في الجدار ..
تدخل مرة أخرى إلى الصف .. - ماذا يعمل أبوك ؟ - عالم .. وماذا تريد أن تصير؟ - عالماً مثله! .. يضحك..
تصعد إلى المنصة بقبعتك المذيلة، فخورا، يصفقون لك، تبكي أمك فرحاً وفخراً.. صرتَ الآن شيئاً مذكورا ..
تدخل إلى مقر عملك فتستحيل إلى يد .. مجرد يد عاملة أخرى، قابلة للطرد أو الاستبدال في أية لحظة .. تدرك عندها أنك في الحقيقة لم تكن قد صرت شيئاً مذكوراً ..
تدخل إلى البنك فتستحيل إلى رقم .. ثم يستقبلك موظف البنك بابتسامة عريضة، عريضة بقدر رصيدك .. وهي قابلة للتعديل أو السحب في أية لحظة ..
تدخل إلى البيت فتستحيل إلى بقرة لحلب النقود، أو إلى موظف لاستقبال الشكايات بدوام مسائي .. الزوجة هي الأخرى استحالت منذ زمن بعيد إلى أثاث منزلي لايختلف كثيرا عن البراد والمنضدة سوى في قدرتها على جعل مساءك بقدر سوء نهارك على الأقل ..
تصدق كذبة الوطن فتذهب أمام مقر الحكومة لتحتج.. حرية، عدالة، كرامة.. هراء!، أدركت ذلك متأخراً، ولولا أن أطلقت قدميك للريح دون أن تنظر إلى الخلف لوشموا على جسمك آيات الحرية والعدالة والكرامة، كما يفهمونها هم ..
تقف في صف طويل للحصول على فيزا.. تستقبلك الموظفة الشقراء بابتسامة عريضة وبختم ضخم تطبعه على طلبك: مرفوض! ..
تذهب أخيرا إلى الخارج، فتطبع على جبهتك صفة 'غريب' بمجرد أن تنزل من الطائرة.. ثم إذا حدث ورجعت إلى موطنك تصبح ابن البلد مرة أخرى.. لكن، ابنَ البلد الذي صار غريبا..
تريد السعادة فتبحث عنها في الأشياء الكبيرة، لكنك مرارا ما تجدها فقط في الأشياء الصغيرة، في اليومي والعادي المكتشَف استثناءً بعين الدهشة ..
تريد أن يحبك جميع الناس، فتردي الأقنعة تلو الآخرى.. وعندما تدرك بعد جهد جهيد أن لا سبيل لذلك تكتفي بقناع واحد أو اثنين، للمقربين فقط .. ثم عندما لا ينجح الأمر هذه المرة أيضا تلقي بكل الأقنعة وتكتفي بوجهك الذي كنت قد ضيعته في الطريق، فإن لقيت بجانبك أحداً فأنت محظوظ به، وإن لم تلقَ فأنت محظوظ أيظا، بلقياك لنفسك ..
تذهب وتجيئ، تقوم وتقعد، تزحف وتهرول، تركض وتقفز، تصعد وتسقط .. ترسم لنفسك الأفق، تتبجح بالفكرة، تدافع عن الفعل، تبرر الهزيمة، تتبجح بالانتصار.. تُمنطق الاختيار، تغضب، تضحك ملء فيك، ترحل الى هناك، تربط خيمتك هنا.. تمضي وتمضي، وتقطع الدرب الطويل .. ثم شيئا فشيئاً لم تعد أنت هو أنت .. شيئاً كنتَ، ألا زلتَ ؟ .. عدماً صرتَ، مرة أخرى .. كيف رحلت ؟ ..
أظهر الكل ..- صرت أكثر وسامة .. في زيارتك الماضية كنتَ مثل هيكل عظمي.
هكذا خاطبتني مباشرة وبدون أي مقدمات .. ضحكت، ثم قبلت رأسها .. استرسَلت بعدها في أحاديث غير مترابطة، تحكي عن أبنائها وعن فلان وفلانة .. لاشيء منطقي في تنقلها من موضوع إلى آخر، بلا أي رابط ..
عندما يهرم الإنسان يصير مثل الطفل الصغير، عليك فقط أن تسايره وتدخل إلى عالمه، كما هو .. الفرق أنك حينما تنظر إلى الطفل وتدخل إلى عالمه فإنك تتطلع إلى مستقبله، وفي ذلك متعة .. أما من بلغ من العمر أرذله، فإن نظرتك إليه ودخولك عالمه يحيلك ...
- صرت أكثر وسامة .. في زيارتك الماضية كنتَ مثل هيكل عظمي.
هكذا خاطبتني مباشرة وبدون أي مقدمات .. ضحكت، ثم قبلت رأسها .. استرسَلت بعدها في أحاديث غير مترابطة، تحكي عن أبنائها وعن فلان وفلانة .. لاشيء منطقي في تنقلها من موضوع إلى آخر، بلا أي رابط ..
عندما يهرم الإنسان يصير مثل الطفل الصغير، عليك فقط أن تسايره وتدخل إلى عالمه، كما هو .. الفرق أنك حينما تنظر إلى الطفل وتدخل إلى عالمه فإنك تتطلع إلى مستقبله، وفي ذلك متعة .. أما من بلغ من العمر أرذله، فإن نظرتك إليه ودخولك عالمه يحيلك مباشرة إلى ماضيه .. العينان نفسهما، النظرة نفسها، الحركات المتكررة نفسها، والشخص هو هو نفسه، لكنه رغم ذلك مختلف، مختلف إلى درجة التحول ..
كانت تلك هي المرة ماقبل الأخيرة التي أراها فيها، قبل أن تنطفئ الى الأبد، وتأخذ معها كل حكاياتها ودعواتها .. هكذا بكل بساطة، كأنها لم تكن يوما، كأن كل شيء كان حلما، قصيرا، سريعا، أفضى فجأة إلى واقع فارغ وفج بدونها ..لتفرغ الدار من عمادها، والأرض من قِبلتها التي كانت تجمع كل شتات العائلة عندها ومن أجلها .. ثم لتصير الدار الكبيرة مجرد دار أخرى، والأرض مجرد تراب آخر ..
أقسى ما تركته خلفها هو الفراغ الذي خلفه غيابها.. الوجع الشديد كلما فتحت غرفتها ونظرت إلى سريرها الفارغ إلا من ذكراها.. كل شيء في بيتها يحيلك إلى نفس الوجع .. أشياؤها، كرسيها، صورتها على الجدار، خزانة ملابسها، قفطانها الأخضر الذي كانت تحب والذي قالت مرارا أنها تحتفظ به لتلبسه في يوم عرسي، هي التي طالما ألحت علي وعلى أمي أن تزوجني .. وجع في كل أركان البيت، دموع على كل العيون، ألم الفراق، ألم الخوف من وقوع سابق في التقصير، ألم الخوف من الوحدة، من النسيان، من الفراغ، من المجهول، من الموت نفسه، القادم حتما مرة أخرى، ولو بعد حين ..
أظهر الكل ..هل كان علينا أن نضع كلتي قدمينا في النهر، لنرى إن كان سيغرقنا .. هل كان علينا أن نقطع الدرب الطويل، بأكمله، كي ننظر أكان سالكا أم لا .. هل كان علينا أن نخسر كل شيء كي نرى حماقتنا رأي العين، وهي تضحك .. هل كان علينا أن نموت من أجل احتمال العيش.. أن نرهن المستقبل كاملا من أجل الماضي.. أن نمسخ هوياتنا فقط كي لا نصطدم بالآخر، الذي لن نشبهه ولن يشبهنا يوما .. كم كنا أغبياء يومها، كم صرنا أغبياء بعدها .. كيف كان لنا أن نعرف ؟ .. نصف ساعة وأنت تنتظر المؤشر أن ينقلب كي تضع رهانك، الذي ستخسره بعد قليل ...
هل كان علينا أن نضع كلتي قدمينا في النهر، لنرى إن كان سيغرقنا .. هل كان علينا أن نقطع الدرب الطويل، بأكمله، كي ننظر أكان سالكا أم لا .. هل كان علينا أن نخسر كل شيء كي نرى حماقتنا رأي العين، وهي تضحك .. هل كان علينا أن نموت من أجل احتمال العيش.. أن نرهن المستقبل كاملا من أجل الماضي.. أن نمسخ هوياتنا فقط كي لا نصطدم بالآخر، الذي لن نشبهه ولن يشبهنا يوما .. كم كنا أغبياء يومها، كم صرنا أغبياء بعدها .. كيف كان لنا أن نعرف ؟ .. نصف ساعة وأنت تنتظر المؤشر أن ينقلب كي تضع رهانك، الذي ستخسره بعد قليل .. نصف عمر وأن تنتظر أن تبني عتبة لبابك، ستتعثر بها بعد قليل .. هل كان حلما ؟ .. كيف كان لك أن تعرف؟، كيف لك أن تعرف ؟.. .. الشجرة التي سقطت في الغابة، قالوا أنها أحدثت صوتا، الآخرون قالوا أنها لم تفعل لأن لا أحد كان هناك ليسمع .. كيف لهم أن يعرفوا؟ .. الشجرة التي قطعتها بالأمس كانت لك، الشجرة التي نبتت في حديقة بيتك لم تكن لك.. ما كان لك أن تعرف، أبداً.. تلك هي اللعبة .. أكانت لعبةَ حظ؟ لعبةً لتُخسر عند كل نهاية؟ أكانت لعبةً حقّا؟ .. من يدري !؟ من له أن يدري !؟ .. "افترق الطريق إلى طريقين في الغابة .. فاخترتُ الطريق الذي لم يُسلك كثيرا .. وهذا ما أحدث الفارق كله"، قال "فروست".. الطريق الذي اختاره عند المفترق هو ما صنع من "فروست" نفسه الجديدة فيما بعد، من صنع من في النهاية؟ .. كيف كان له أن يعرف؟ .. دخان الحريق أسود، خضراءُ تلالك التي تحب.. لون الغرق أسود، خضراءُ عيون حبيبتك .. لون الإرادة أسود، أخضر لون التأويل، رمادي لون الحقيقة التي ضاعت بينهما .. الحقيقة ؟ أية حقيقة ؟ .. ما كان لك أن تدري .. أبداً ..
أظهر الكل ..الإنسان يأتي إلى هذه الدنيا وحيدا ويرحل وحيدا، ولا يعيش إلا وحيدا .. أما الآخرون فليسوا سوى كومبارسات لتأثيت عالمه، كي لايشعر بالوحدة، أو ليستعملهم لنفسه أو ليستعملوه هم لأنفسهم، النفس التي هي الثابت الوحيد في هذه المعادلة .. أما ماتبقى فمجرد ضجيج عابر وسوء فهم كبير.. حينما تتصدق مثلا على متسول صادفته في طريقك، هل تفعل ذلك لأنه يستحق أم تتصدق عليه من أجل نفسك، لتزهو بها مثلا ولتعلي من قيمتها، فاليد العليا أفضل وأبعث للرضا طبعا؟ .. أو لعلك تفعل ذلك كما لو كنت تشكره أو تشكر الله أو الطبيعة أن ...
الإنسان يأتي إلى هذه الدنيا وحيدا ويرحل وحيدا، ولا يعيش إلا وحيدا .. أما الآخرون فليسوا سوى كومبارسات لتأثيت عالمه، كي لايشعر بالوحدة، أو ليستعملهم لنفسه أو ليستعملوه هم لأنفسهم، النفس التي هي الثابت الوحيد في هذه المعادلة .. أما ماتبقى فمجرد ضجيج عابر وسوء فهم كبير.. حينما تتصدق مثلا على متسول صادفته في طريقك، هل تفعل ذلك لأنه يستحق أم تتصدق عليه من أجل نفسك، لتزهو بها مثلا ولتعلي من قيمتها، فاليد العليا أفضل وأبعث للرضا طبعا؟ .. أو لعلك تفعل ذلك كما لو كنت تشكره أو تشكر الله أو الطبيعة أن قدرك لم يضعك مكانه، أي أنك تفعله لنفسك أيضا ؟.. حينما تبكي مثلا على متوفى من أقاربك، هل تبكي عليه أم على نفسك؟ ، أي أنك حينما تبكي فهل تعيره روحك لتبكي في مكانه على مفارقتك للحياة أم تبكي وجعك أنت، وجعك الذي تسبب فيه وفاة ذلك الشخص .. حينما تفرح مثلا بولادة طفل لك، هل تضع نفسك مكان ذلك الطفل وتفرح بقدومك لهذا العالم أم تفرح لنفسك أنت ؟ بمعنى أنك تفرح للشعور الذي أنتجه مجيء كائن لهذا العالم هو امتداد لك ؟ .. حينما تحب شخصا ما، هل تحبه لذاته هو هو ؟ أم تحب الشعور الذي تحس به أنت عندما تحب ذالك الشخص ؟ .. يمكنك أن تقيس على ذلك كل التصرفات و'الأخلاق' الغيرية .. الشاهد والحاصل من هذا الكلام هو أن الفردانية هي المبتدأ والمنتهى وما تبقى فإما هو صيغة أخرى غير مباشرة للفردانية متنكرة في ثوب الغيرية أو مجرد محاولة للتعويض عن الفراغ الطبيعي الذي تحدثه الفردانية حول المركز، الذي هو الذات ..
أظهر الكل ..أعلى من الحد المطلوب .. أقل من الحد المطلوب.. تتقاذفك الأيدي الرخيصة ككرة على الشاطئ، تقابل الإبتسامات الصفراء بضحكاتك المستفزة ثم تمضي، تطوي الأزقة في غير اهتمام، متوقفا عند القناطر التي تصادفها كي تصلي للنهر ولانعكاس قبل الشمس الدافئة على سطحه .. لقد تركت العالم وراءك ورحلت، لكن خطيئتك أنك تركت نفسك هناك .. أنت في الحقيقة لم ترحل أبدا، ولم تصل أبدا.. عالقا في أرض البين بين اليباب، حيث لايحدث أي شيء.. لا خطوة للأمام تسعفك ولا أخرى إلى الخلف تعيد إليك ما سقط، سهوا أو عن قصد، منك .. تهرب إلى ا ...
أعلى من الحد المطلوب .. أقل من الحد المطلوب.. تتقاذفك الأيدي الرخيصة ككرة على الشاطئ، تقابل الإبتسامات الصفراء بضحكاتك المستفزة ثم تمضي، تطوي الأزقة في غير اهتمام، متوقفا عند القناطر التي تصادفها كي تصلي للنهر ولانعكاس قبل الشمس الدافئة على سطحه .. لقد تركت العالم وراءك ورحلت، لكن خطيئتك أنك تركت نفسك هناك .. أنت في الحقيقة لم ترحل أبدا، ولم تصل أبدا.. عالقا في أرض البين بين اليباب، حيث لايحدث أي شيء.. لا خطوة للأمام تسعفك ولا أخرى إلى الخلف تعيد إليك ما سقط، سهوا أو عن قصد، منك .. تهرب إلى الصمت، وتترك دفة القيادة للزمن كي يصلح ما أفسده، أو ليفسده أكثر، لا يهم .. تتطلع إلى الروابي الخضراء البعيدة، في حين تدرك جيدا أن موطئ قدمك هو روابيك البعيدة ..التلة المقابلة خضراء، النهر المستتر وراء الجبال أخضر، السماء البعيدة خضراء، المدينة الأخرى خضراء .. كل شيء أخضر مادام بعيدا عن متناول يدك .. حسنا، كل شيء وجهة نظر..
- ارحل إلى تلك البلاد البعيدة أو أي بلاد أخرى.. هناك ستجد من يعطيك قدرك، الذي تستحق.. إني لك من الناصحين !
- وأنت ؟ .. يعز علي أن أخلفك ورائي !
- لا بأس.. سأكون من الصابرين!
"إني لك من الناصحين!" .. كلما سمعت هذه الجملة تحسس جيبك وكل جوانبك، وانصب الكمائن حولك ..الجبناء يأتون عادة من هذا الباب، كي يتخلصوا منك بيدك أنت.. حسنا، ربما لن تكون في جنة من أي نوع كي تُخرج منها .. لكنك ستفهم أكثر، أكثر حتى من ناصحك..
- سكوت! ..
قالها واتسعت عيناه، كأنما نزل عليه الوحي للتو ، ثم أردف:
- 'ما الذي أفعله هنا ؟'، أنا لا أنتمي إلى هنا ..
تسمر في مكانه قليلا، دون أن ينجح في خلق موسيقى درامية في رأسه ..
- حسنا، أنت في الحقيقة لا تنتمي لأي مكان .. كل الأماكن سواء، وكل الطرق تؤدي إلى هناك.. فليلقوا بك حيث شاؤوا.. لا يهم، بل لا فرق! .. ثم انتبِه!، الخوف، المرض، الوحدة ، كلها أشياء سيئة، لكن الدراما أسوأ.. لا تسقط في الفخ بكلتا قدميك، قدم واحدة تكفي.. كل سجونك من سراب يا صديقي، كل شيء وهم، كل شيء ضباب ..كل الأماكن جميلة، كل الأوقات مناسبة، كل الأيام عظيمة .. كل شيء وجهة نظر..
أظهر الكل ..